يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

ولا الخب يخدعني

كم مره تعرضتي لكلام سيء من الآخر وانعقد لسانك ؟ ولم تردي، وحين انتهى الموقف، أخذتي تفكرين : لماذا قالت كذا ؟ وكيف سكت ! لماذا لم أرد، وأخذتي تلومي نفسك وتوبخي ذاتك على السكوت وعدم الرد ومع الوقت انحدرت ثقتك بذاتك وانخرطتي بتفكير سلبي مؤذي يجرك لدوامة لا تتمكنين من الخروج منها بسهولة.

لم أقدم دورة ( منذ عشرات السنين ) إلا و يأتيني سؤال : كيف أرد على من يسئ لي ؟ ولماذا ينعقد لساني وأصاب بالدهشة حين اتعرض لكلام من الوقحين 

سأقدم لكن إجابة ملخصة وافية والإجابة من الذي لا ينطق عن الهوى وكلامه وحي يوحي : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ” الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاءة و البيان شعبتان من النفاق.

الحياء والعي : أي الحياء وعدم القدرة على الرد والكلام ، من صفات المؤمن الخلوق فحسن الخلق من أهم ما يميز المؤمن ويرده عن بعض السلوكيات والكلام التي يتجرء من ضعف ایمانه أوفيه نفاق عليه ؛ فيتصف بالبذاءة والتبیان : البذاءة يقصد بها الفحش والوقاحة والتبيان : الجرأة والفصاحة وتصفيف الكلام والمبالغة في الألفاظ من مدح من لا يستحق المدح وذم البر.

وللأسف نعايش من تفتخر بطول لسانها وجرأتها وتعتبر ذلك قوة وتكرره أمام الآخرين في المجالس كأسلوب تهديد لمن يفكر أن يكلمها بحق أو يعبر عن نفسه، فكثيراً ما نسمع : أنا طيبة لا تدوسين لي على طرف أطلع وجهي الثاني؛ واللي يرشني بالماي أرشه بالدم ( كأنها في حرب ) ويغيب عن ذهنها أن ذلك من صفات المنافقين واليهود التي ذمها الله وهي : الفجور في الخصومة

وأذكركم بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم ” آية المنافق ثلاث : – إذا حدث كذب ، – وإذا وعد أخلف ، – وإذا ائتمن خان ” وفي رواية لمسلم ” وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم “.

هل جعلها ذلك تحسب لي حساب ؟ يمكن، لكن هذا النوع من الناس لا يمكنك تغييره بكلامك وسلوكك ممكن تحدین من شره لكنه لا يتغير، والأفضل : الإعراض اتباعاً لما جاءت به الوصية الربانية : ( وأعرض عن الجاهلين ) واحتساب أجر مسك اللسان على الله.

قد يمر في ذهنك : كيف أسكت ! ستسقوي علي وتکرر ازعاجها وأذاها أقول لك : حسب الموقف وحسب الكلام وحسب مكانة الشخص وعمره، أمور كثيرة يعتمد عليها اتخاذك للقرار، وعلى كل حال تذكري حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- حين كان في المجلس وجاء رجل وأساء لأبي بكر والنبي وأبوبكر ساکتین فلما زاد، رد عليه أبا بكر ؛ فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- فلحقه أبا بكر وقال له كان يتكلم في وأنت ساکت فلما رددت عليه قمت ؟ ! قال له : لما كنت ساكتاً كان ملك يدافع عنك فلما رديت حضر الشيطان ولم أكن الأبقي في مجلس حضره الشيطان، ولا نقصد بما سبق أن تسمحي لأحد بإيذاءك وتبقي معه في مكان واحد فما ورد عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- : ليت بالخب و لا الخب يخدعني أي لست خبیثاً ولا لئیماً ولكني لست غبياً فالخبيث لا يتمكن مني.

ومن شعر الشافعي:

قالوا سَكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم

إِنَّ الجَوابَ لِبابِ الشَرِّ مِفتاحُ

وَالصَمتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ

وَفيهِ أَيضاً لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ

أَما تَرى الأُسدَ تُخشى وَهِيَ صامِتَةٌ

وَالكَلبُ يُخشى لَعَمري وَهوَ نَبّاحُ

سؤال:

 سبحان الله في ناس قريبه منك اقصد من الرحم ومن زمان طريقتها مستفزه معانا لين كبرت كثيره الاساله والفضول تقط كلام اي لكن تزعل اذا احد رد عليها يختج صعب التعامل معاها ياما سكتنا ولمن نرد نصير احنا موزينين والله يعين.

 جواب: 

نعم هذا النوع من البشر موجود في كل مجتمع : تسأل وتتدخل وتقذفك بكلام وقح لكنها لا تسمح لك بالتقدم نقطه نحوها بسؤال أو كلام، والحل ؟ أعرضي عنها إذا سلوکھا مکرر جهزي اجابة مهذبه وحاسمه وقوليها اذا استدعى الأمر مع ابتسامة، مع ملاحظة ( قد لا تقف عند حد وتستمر ) لأننا لا يمكن أن نغير الآخرين مهما فعلنا.

مثلا :

 ١/ كم راتبك ؟ يهمك معرفة راتبي ، كأن هذا موضوع شخصي ؟

 ۲ / ليش ما حملتي ؟ راجعي الطبيب سؤالك محرج . وغيري نظرك عنها.

 ۳ / ليش ما شريتوا بيت ؟ لا تخافين علي مرتاحة واعرف ادبر اموري .

 ٤ / ليش ولدك ما يتكلم ؟ أو ليش خشمه عود .. خلقة ربي وأنا راضيه فيها، يعني كلمة ورد غطاها.

٥ / ليش ما تزوجتي ؟ قضاء ربي و قدره .

٦/ ليش ما تشتغلين ؟ مرتاحة جذي.

٧ / غيري ويهج سوي تجميل .. استغفر الله تبيني أغير خلقة ربي!

والصمت أولى ومسك اللسان من علامات القوة ( الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) الصمت قوة وحماية والكلام قد يدخلك في الجدال وما يتبعه من آثار سلبية لا تعطي المسئ المجال ليستمر في ایذاءك بالرد عليه؛ الأفضل اغلاق باب الشر، وهذا يعتمد على حجم الموقف وعلى أمور اخرى .

وتذكري : أن احتساب الأجر بالصمت واختيار الدفع بالتي هي أحسن يجعلك تحت دفاع الله ( إن الله يدافع عن الذين آمنوا )، 

وأنت حره تریدین دفاع الله عنك أم دفاعك أنت عن نفسك؟