قال تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (التحريم:١٠)
فخانتاهما : باجماع المفسرين لم تخن زوجة نبي قط والمقصود بالخيانة في هذه الآية كما قال القرطبي : إنما كانت خيانتهما في الدين وكانتا مشركتين، وقيل : كانتا منافقتين وقيل : خيانتهما النميمة إذا أوحى الله إليهما شيئا أفشتاه إلى المشركين، فلم يغنيا عنهما من الله شيئا أي فلم يغنيا عنهما من الله شيئا أي لم يدفع نوح ولوط مع كرامتهما على الله تعالی عن زوجتيهما – لما عصتا – شيئا من عذاب الله، تنبيها بذلك على أن العذاب يدفع بالطاعة لا بالوسيلة.
الخيانة ليست فقط في ارتكاب الفاحشة ؛ كما وضحت الآية، الخيانة في النميمة وافشاء الأسرار وعدم صون الأمانة ، ومن الخيانة :
١ / ادخال بيته من یکره بدون علمه.
۲ / ارتياد اماکن لا يرضاها بدون علمه.
۳ / اقامة علاقة عاطفية خارج الزواج هاتفية أو بالمراسلة مع رجل غريب غير ذي محرم.
٤ / افشاء أسراره ونشر ما يدور في المنزل بالغيبه و النميمة.
قال تعالى: بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (15) (القيامه).
قال الشيخ عبدالرحمن بن سعدي : فالعبد وإن أنكر، أو اعتذر عما عمله فإنكاره واعتذاره لا يفيد انه شيئا، لأنه يشهد عليه سمعه وبصره، وجميع جوارحه بما كان يعمل، نصيحتي لمن ابتلت بتلك المعصية : الله من أسماءه الحسنى ( الستير ) ولكنه يستر العبد مره و مرتين و لكنه لا يستره إذا استمر في المعصية وانتهك ما بينه و بين الله من ستر ، لا تخدعي نفسك وتتعذري بخشونة زوجك أو ایذاءه لك ، ولا تتعذري بحبك الجارف للخائن ، كوني صادقة مع نفسك ولا تغمسيها في المعصية، أنت لم تخوني زوجك فقط ؛ خنت ربك أولا ، و خنت الرجل الذي تحملين إسمه ( والدك ) ثم أولادك ، و زوجك فكيف هانت عليك نفسك وكيف جعلتي الله أهون الناظرين اليك ؟ وکیف استهنت بوالدك وقبلت بتلطيخ اسمه ووضع رأسه بالطين ! وهذا الرجل الذي ارتبطتي معه بمیثاق غليظ طالما انه هين عليك لهذا الحد لماذا تبقين معه ؟
نصيحة لوجه الله : انقذي نفسك من الفضيحة اذا استمريتي هتك الله سترك ومن يهتك الله ستره فلا ساتر له الحقي نفسك وسمعة والدك و بيتك وأولادك قبل فوات الأوان.
وأبشرك : من تاب . تاب الله عليه ، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، بل قد يكون أفضل منه لقول الله تعالى عن التائب : ( يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورة رحيما ) أتخذي قرارك اليوم قبل فوات الأوان ، واقطعي العلاقة قطعاً مباشرة ، وتصبري على الألم الناتج لأنك كنت في حالة إدمان عاطفي، وليس حب حقيقي ، ستمرين بتعب شديد لكنه مؤقت وستؤجرين عليه أجراً كبيراً لأنه نتج عن طاعة التوبة إلى الله.
كيف تكون التوبة الصادقة ؟
١ / ترك الذنب و الإقلاع عنه ۱۰۰ ٪ .
٢ / الندم على القيام بالذنب .
٣ / تكرار الاستغفار التوبة .
٤/ أداء الأعمال الصالحة ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) .
٥/ العزيمة الصادقة على : عدم العودة . وبعدها تبشرين بالخير والمسرات والفتوحات الربانية العظيمة وسيبدل الله حياتك للأفضل .
( إن تصدق الله .. يصدقك ) كوني صادقة في توبتك ؛ أي لا تجعلي توبتك لنيل شئ دنيوي، أو غرض مادي وتوبي : خوفاً من الله وحباً له ، وسيصدقك الله ويخلفك خيراً عظيماً، ” كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين .. التوابون ” حديث.