يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

كيف عالجت تأخر نطق طفلي؟؟

بسم الله

جاءني ابني و بيده مفاجأه قدم لي بكل فخر و عيناه تلمعان من الفرحة ورقة دعوة لحضور حفل فوزه الثاني على الكلويت بمسابقة التلاوة ، و علما آنها ليست المرة المرة الأولى فمنذ دخل المدرسة وهو يفوز و تتكرر سعادتي و امتناني لله العظيم الوهاب الذي شافى ابني من تأخر النطق ، حيث لم يتكلم فعليا ألا في سن الثالثة علما أنه سليم معافى و ذكي جدا ، و أنا مرشدة نفسية و لست اخصائية نطق وتخاطب لذلك قررت تدوين ملاحظات للأمهات عبر السناب لينتفعوا بها

تأخر النطق عند عند لطفل كيف نعرفه و هل تستطيع الأم علاجه ؟

إذا كان لديه تأخر لفظي عن مرحلته العمرية :

أربع شهور يبدأ الطفل بالمناغاة و إصدار الأصوات .
ست شهور ينتبه للأصوات و يلتفت عند النداء .
من سنه إلى سنه و نصف يتكلم بما مجموعه ٢٠ كلمة ( قد تزيد أو تنقص) .
من سنه و نص إلى سنتين ٥٠ كلمة .
من سنتين يكون جمل و فيها فعل من كلمتين + تنمو حصيلته اللغوية إلى ما يقارب ٥٠٠ كلمة حتى ثلاث سنوات ، و يركب جمل بسيطة من ثلاث كلمات و يسأل و يجيب و يعرف أجزاء جسمه و يتحدث عنها .

يجب على الأم عدم تجاهل تأخر طفلها اللفظي ، و لا تعذر الأم التي تقرأ كلماتي الآن ، فطالما تستخدمين النت فأنت قادرة على البحث بقوقل مثلا ، ففي زمن الانفتاح المعرفي المرأة تتجه للبحث عما تشاد من أمور الحياة و التجميل و الطبخ و غيره فلماذا لا تعطي ابنها الأولوية ؟
المرحلة الأولى الفحص الطبي للتأكد من سلامة سمع الطفل وفمه و عقله من أي مشاكل تعيق التخاطب أو التواصل .
كما تتبع بعض الأمهات سياسة ( التجاهل) فهي لا تدرب طفلها على التخاطب و التواصل و تنتظره يتحدث بنفسه ، وهذا خطأ جسيم فاللغة تتعلم بالمشافهة و التحدث مع الطفل ، و التعامل و التواصل يتعلمه الطفل عن طريق التواصل معه بالحوار و اللعب .

والسبب ؟

  • غالبية الأمهات لا تقوم بتربية طفلها التربية الصحيحة اللتي يحتاجها ، فهي إما طالبة أو موظفة ترجع إلى البيت متعبة لتأخذ قسطا من الراحة ثم تجلس مشغولة مع الأخريات أو ببرامج الهاتف و طفلها بجانبها لا تحاوره إلا بكلمات مقطعه و أوامر و نواهي ، و تتملل من لعبه و حركته ، فتضع بيده جهازا لوحيا و تظن أن قدرته على استخدام التكنولوجيا تطور ، وقد تقرر الخروج من المنزل فتسلمه للخادمه مرة أخرى .

  • و يقضي أكثر الأطفال و قتهم مع الخادمه ، التي تستقدم من بلدها جاهلة بالتربية و يسمونها ( مربية ) أو ( ناني ) وهي لا تتكلم بلغة أهل الطفل و لا تعرف كيف تتخاطب معه ، و تواصلها قائم على ( تركه يلعب لوحده ، تطعمه و تشربه دون أن يطلب )

  • أما ما أعتبره جريمة في حق الطفل : وهو خطأ تربوي فادح أقر ضرره العلم : إعطاء الطفل جهاز لوحي أو كمبيوتر ليلهو به و يتابع برامج الأطفال في قنوات خاصة للطفل و لكنها غير تربوية : ( حركات سريعة ، ألفاظ لا يفهمها ، ألوان كثيرة و فاقعة ، أصوات زاعقة ، شاشة مضيئة ) ولا يستفيد الطفل لا من ناحية التخاطب و لا من ناحية التربية .

كما يترتب على استخدامه لهذه الأجهزة حرمانه مما تطلبه مرحلته العمرية : لعب ، تخاطب ، خروج للنزهة ، تمشي في الشارع و السوق و ساحة المنزل أو الحديقة و التعرف على العالم من حوله .
كما أن بعض الأمهات تتعامل مع طفلها بأسلوب غير محفز على التخاطب و التواصل ، و تعالمله و كأنه فاقد القدرة : بمجرد أن ينظر للماء تسقيه الماء ، و بمجرد وقوفه عند الباب تخرجه من الغرفة و بذلك لا يتولد لدي الطفل الرغبة بالكلام و محاولة التعبير اللفظي عما يريد .
تخدع الأم نفسها بأن طفلها غير محتاج لتدريب حين يكرر أجزاء من الأناشيد أو الحروف أو الألوانن بناء على ما يسمعه من الأجهزة … فهو يكرر فقط ، و هي تظن ذلك كافيا.

علاجات بيد الأم القيام بها :

الأم هي المعلمة الأولى في كل شئون الحياة ، و تعليم اللغة و الكلمات يبدأ من عمر أربع شهور ، فحين يبدأ بالمناغاة يجب على الأم أن تحفزه على المزيد من خلال الرد على مناغاته بمناغاة ممثالة مره و شبيهه مره أخرى، مع بعض المدود و الحركات فإن ذلك يحرك داخل الطفل الرغبة بالمزيد من إصدار الصوتيات و الاستماع باللعب مع والدته .
راجعي نقاط النمو اللفظي لتعرفي سن ابنك اللفظي و مدى الفجوة بينه و بين سنه الحقيقي ، علما أن الاكتشاف المبكر و تعاون الأم يحقق نتائج مبهرة .
في الكويت مركز مختص لعلاج التخاطب في منطقة الصباح الصحية : اسألي طبيبة العائلة في المستوصف عنه .
خذي ابنك لجلسات اخصائية النطق و اللغة لتقوم بتأسيسه من جديد و تعليمك الأسس التي تجهلينها ، و ثقي تماما أن دورك هو الأهم لأن لقائه بها سيكون مرة أو مرتين أسبوعيا و كل جلس من ٣٠ الى ٤٠ دقيقة أما أنت فمعه يوميا على مدار اليوم ، كما أن شعوره بالأمان معك يشجعه على التدريب اللفظي مما يحقق متعة و ضحك و بالتالي استجابة أكبر .
حفزي طفلك على الكلام … تحاوري معه يوميا في كل ما تفعلينه ويحدث أمامه ، فإذا نظر مثلا للماء لا تعطيه الماء اسأليه بجمله قصيرة ( تريد ماء) ؟ ( أنت عطشان ) ؟
استخدمي أسلوب الإشباع السمعي : كرري الكلمات المتداولة يوميا في حياته و كرريها أمامه و إذا نظر لك حركي فمك ببطئ ليلتقط منك الطريقة ، ولا تتكلمي معه بكلامته غير الصحيحة المقلوبة .
اقرأي له قصصا .. نعم امسكي الطفل و ضعيه في حضنك و أشيري إلى الصور الكبيرة و عبري عن القصة بكلمات متسلسله و جمل بسيطة ( وليس كما هي مكتوبة بالضبط ) مع تسمية الأشياد بأسماءها و لفت انتباهه للصور .
إذا كنت موظفة و مشغولة فاعلمي أن طفلك هو شغلك الأول ضعيه على قائمة اهتماماتك و ضعي لك وقتا محددا لجلسة روتينيه يومية مدتها بين ٣٠ و ٤٠ دقيقة تعطينه فيها الاهتمام و الانتباه الكامل في مكان مغلق مع قصص و العاب تمثل الحياة اليومية و عرائس و افتحي مخيلتك الابداعية و الفي حوارات و قصص تخاطبيه عن طريقها ( لا تنسي أن تغلقي الهاتف ) .
تجنبي ترك فلذة كبدك مع الخادمة بقدر الاستطاعة، لأن ذلك يؤخر تطوره اللفظي ن عدة جوانب ، ١- لا تعرف كيف تعلمه ٢- لغتها مختلفة ٣- تستجيب لمطالبه دون حوار ٤- قد تمل منه و تعنفه و تستاء حالته
( نعم هي خادمة و ليست مربية و من هو خير مني و منك كان يسمي الخادم خادما )
لا تتعلقي و تتوكلي على الحضانات و المراكز العالجية و ان كان ذلك مطلوبا ، و ضعي كل توكلك و اعتمادك على الله ثم على دورك التربوي فأنت مدرسته الأولى و علاجه الرئيسي و المسئوله عن قبل أي أحد .
احم طفلك من الشر الذي تسبب بتأخير نطق أكثر الأطفال : الأجهزة اللوحية الآيباد و الألعاب الألكترونية و القنوات الراقصة التي يسمونها قنوات أطفال و هي غير تربوية و لا تنفعه بشئ .
ركزي مع طفلك على الإغلاق السمعي فهو مشجع و يبدو للطفل كأنه لعبة ممتعه و طريقته أنك تكررين عليه الجمل ثم تقطعين الجمله و هو يكملها مثل : قل هو الله .. و اصمتي و انظري له نظرة تشجيعية … و هو يكمل و يقول أحد .
استخدمي نبرات الصوت بالقصص و الحوار ليكون عامل جذب : مدي صوتك ، و اخفضيه و ارفعيه .. أو تكلمي بسرعه .. و اصمتي فجأة .. مع حركات معتدله بيديك و عينك لتشدي انتباهه .
دورك كأم : الانتباه لتطور طفلك دوني التواريخ و الكلمات و استمري ليتضح لديك تطوره و استجابته من عدمه .
ابحثي و اقرأي و استشيري و استمعي لمحاضرات و برامج و مقابلات اخصائيات النطق و اللغه .

كل ما سبق كان نصائح من خبرتي مع أطفالي و من بحوثي و هي لا تغنيك عن الاستشارة ، نسأل الله السلامه للجميع .