يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

إرضاء الآخرين

من الأمور التي تترتب على طبيعة المرأة العاطفية: الرغبة بإسعاد من حولها وإرضاءهم ، وهذا أمر لطيف لا بأس فيه لكنه إن خرج عن الاعتدال  وأصبح غير متزنا ؟ .. شكل ضغطاً على المرأة.

ماذا نعني بالاتزان ؟ 

الاتزان أن يكون الإنسان غير متهاون في حقوقه الشخصية من أجل الآخرين ولا متباعد عنهم وقليل التعاون ، أن يكون وسط بين نفسه وحقوقها وبین مساعدة الآخرين، من الجميل أن تقوم المرأة برعاية من حولها ومساعدتهم مالية والقيام بخدمتهم، بشرط : أن يكون ذلك نابعة من داخلها وفيما تستطيع عليه ولا يؤثر عليها سلبة .. كيف ؟ تقدم لأخوها أو زوجها مساعدة مالية فيما لا يؤثر عليها مادية ، لكن لا يحق له أن يرغمها بشكل دائم على اعطاءه.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ( لا يحل مال امرء مسلم إلا بطيب نفس منه ).

 فلا يحق لأي شخص مهما كان قربه منك أن يستغلك مالية، مثلا : بضغطك نفسياً ليأخذ مالك، أو يطالبك بأخذ قرض له وكم من امرأة قالت أنها مرتبطة بقرض الأحد محارمها الذي وعدها بالسداد الشهري ( وخدعها ) ولم يسد ديناراً و السبب ؟ الطمع فيما عندها.

التعاون جميل وهو من الخلق الرفيع ولكن للتعاون حدود، وشروط، وأن يكون باختيارك دون الزام والالزام يكون : بالضغط اللفظي والعاطفي 

الضغط اللفظي:أنت بخيلة أنت لا تحبيني أنا لا أحب أن آخذ من غيرك أنت أقرب الناس لي، أنا مضغوط ومضطر.

أما الضغط العاطفي: الزعل، الصدود، الهجران، الصمت الخروج من المنزل، عدم اشباع حاجاتها بهدف العقاب وهذا كله بهدف إرغامها على بذل مالها أو خدماتها دون طيب نفس منها وهنا قد تضعف المرأة وتفعل ما يطلب منها وتتحمل بذلك الأذى.

والضغط على المرأة للبذل لا يكون فقط في بذل المال، قد يكون في بذل الوقت والخدمة والطبخ والالزام بخدمة أهله وهذا شرعاً لا يحق للزوج ولا تؤثم بترکه ولها حق الرفض خاصة اذا خرج عن الاعتدال مثلاً: يطالبها يومياً بالطبخ لكل أسرته مما يجعلها ملزمة بكل ما يترتب على ذلك من استيقاظ مبكرو محاولة ارضاء الجميع والانشغال عن أطفالها.

ومن صور الضغط النفسي: مطالبة الزوجة أو الأخت بمساعدته في عمله رغما عنها، وان كانت ترفض ذلك ويسبب لها ازعاجاً ، فهو يجبرها على مساعدته ويلزمها بخدمته والا يعلن غضبه ولومه ويتهمها بالانانيه والتقصير وينسحب من حياتها ( ليعاقبها و يأدبها ) فهنا قد تضعف المرأة وتقوم بما يريده لتتفادى غضبه ولكنها بذلك ترهق نفسها وتؤذيها.

وهنا يمتلأ عقل المرأة بأفكار بائسة حول ذاتها والآخرين والحياة وتبدأ المشاعر السلبية بالظهور والتراكم مما يؤثر عليها ( جسدية ) فيظهر التعب والإرهاق ومع مرور الوقت تبدأ تضغط نفسها وتزداد ألما حتی تصاب بأعراض جسدية لكنها نفسية المنشأ مثل : ( الحساسية ، امراض الجهاز الهضمي خفقان في القلب ، هبوط … ) فتفقد ذاتها وأنوثتها وتصبح متعبة مرهقة .. مريضة .. وأول من يعيب عليها ويلومها ويشعرها بالخزي والعار ( المؤذي نفسه ).

الحل في ثلاث حروف (ح س م ) كوني حاسمه وقولي ( لا ) لا تستمري في ارضاء الآخرين على حساب نفسك، إن لجسدك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا، الاسلام كفل لك حقوقك وحريتك المالية ولا يحق لأحد ارغامك على ما لا تطيقينه أو ما لا تريدينه.