يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

رؤية المخطوبين

راسلتني الكثير من البنات يشتكين من سوء أوضاعهن الزوجية و السبب ؟ أنها تختلف عن شكل الزوجه الذي تمناه زوجها، و عندما أسالها : كيف يقول لك ذلك ؟ ألم يراك قبل الزواج ؟ فتصدمني بقولها : لا ، هذا الأمر مرفوض عائلياً، يرفض والديها أن يراها الخاطب ، فتتزوج بدون ركائز شرعية ، و تفاجئ الزوجه بشكل الرجل الذي لا تتحمله و اذا اشتكت ، ردوا عليها بشده و قللوا  من أهمية كلامها بل و عابوا عليها عدم استساغتها لشكل زوجها ! و كأن هذا الأمر لا أهمية له ،  أما الشاب فكأنهم يقولون له : لا رأي لك نحن بدلاً منك و عليك بالطاعه العمياء ، مما يصدمه بعكس ما وصفوا و أراد ، فإما ان يبقى معها على مضض أو يطلقها، ك و ياليت الأمر يصل لهذا الحد فقد يدمر زوجته نفسياً بالنقد المشين حتى تفقد ثقتها بنفسها ، ثم يعنفها تعنيفا لا لفظياً بخروجه المستمر و سفره الدائم وخياناته المتكرره.
الاسلام دين السلام و السكينه أمر المخطوبين برؤية بعضهما و تقرير الزواج من عدمه ، و لا يحق للوالدين اتخاذ هذا القرار دون مراجعة المخطوبين، فهذه حياتهم الخاصه و لا ينبغي لأحد أن يجبرهم على تحمل حياة لم يختاروها بأنفسهم ، 
قال تعالى:  ” يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ” .
 لا يحق لكم أيها الوالدين أن تتخذوا قرارا هاماً في حياة أبناءكم بدلا منهم ، و تخالفوا بذلك شرع الله و حسن الوالديه، و سمعت من بعض الفتيات أنها زوجت رغماً عنها شاباً لا يتوافق معها شكليا و يكافئها فكرياً ، و عانت معه الكثير و حرم عليها أهلها الطلاق ، فيظلمون ابنتهم و يجعلونها أسيرة العرف والعاده و الاسلام حررها من قرون ، و لا يرحمونها ، نحن الآن في زمن الانفتاح والوعي لا يحق لك أيتها الأم و لا يحق لك أيها الأب أن ترغما ابنتكم على زواج الأقارب فبعضه يتسبب بأمراض وراثيه و مشاكل أسريه لا حصر لها ، و لا تجرموا بحق رحمكم و تتسببوا في قطعها بسبب المشاكل الزوجيه المترتبه على ( الزواج بالارغام ) ،  واستغرب من والدين يعقا أبناءهما بإرغامهم على زواج يبدو من قبل أن يتم أنه فاشل : كل نواحي التوافق و أسبابه معدومه ، و كان الفتاة جاءتهم من الشارع و ليست فلذة كبدهم ، و للأسف لا يتعظون يستمرون في تطبيق عادات مخالفة للشرع ، خوفا من نقد الآخرين ، واعتداداً برأيهم ، و لم يفكروا بإرضاء الله و تطبيق شرعه ،  الصحابيه الجليله : جميله بنت سلول جاءت للنبي -صلى الله عليه وسلم-  تطلب منه التفريق بينها و بين زوجها و حين سألها عن السبب صارحته بكل ثقه بانها لا تقبل شكله ، فلم يناقشها و لم يعب عليها واحترم رأيها و خلعها من زوجها ، و لو تطلب الزوجه الآن الطلاق لنفس السبب لجاءها اللوم وانصبت عليها المحاضرات ، السعادة الزوجيه من أسباب السعادة في الحياة ، و على الوالدين التنبه على تزويج أبناءهم على الأسس الشرعية و ليس الأسس العرفيه و العائليه ،  و الأدهى والأمر يتم العقد و تصبح زوجته شرعاً وعرفاً و قانوناً و لا يسمحون لهم بالرؤيه ولا التعارف و لا الحوار و يخوفونهم من ذلك، حتى يتم الزواج و تقع الفأس في الرأس وتتصعب الأمور ولا ينفع الندم حينئذ .
كونوا واعين منفتحين ودعوا الفتاة تقرر ما تريد و تختار حياتها فهي التي ستعيشها بحلوها ومرها، و غالبية الزواجات التي تتم دون مشاورة أصحاب الشأن ( الزوجين ) تحملهم الهم والغم و قد يلجئ الزوج اذا كان ضعيف الايمان إلى فتح باب الفساد و اقناع نفسه، أنه على حق ، و اذا اشتك منه الزوجه ، أسكتوها و دعوها للصبر والتحمل والمبالغه في الزينه و التجمل و كان اللبس و التصبغ يغيرها في عين الزوج ، فتصبح الزوجه المسكينه تدور حياتها على الجمال و الزينه و عيادات التجميل والجراحه و لا تفكر بأبناءها و لا تركز على تربيتهم و تعطيهم من فضلة وقتها ، حتى تصاب بخيبة تدمرها نفسياً وجسدياً و تعيش حياتها ( عجوز في مقتبل العمر ).