يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

هل أنت سبب الإيذاء الصامت ؟

هل أنت سبب الإيذاء الصامت الذي يحدث لك بشكل متكرر؟ 

تتعرض بعض النساء لآلام نفسية شديدة مع زوجها وتتجرع ألمها بصمت.. لأن معاناتها صعب أن تشرح وتصدق.. فتبقى مقيدة بحياة تشبه حياة المتزوجين وتخلو من المودة والرحمة.

لماذا أكتب لكم هذه المواضيع التي تدور حول العنف (الصامت)؟ لأني منذ 33 سنة (عمري الآن 53) وأنا أتابع وأقرأ وأبحث في أسرار السعادة الزوجية وأثناء ذلك (ارتطمت) بفئه من السيدات اللاتي يعانين بصمت لأنهن يعتقدن أنهن سبب الأذى الذي يتعرضن له ،ولذلك يعشن بشعور الضحية او الشهيدة  .

فالزوج يظهر بمظهر الرجل الصالح (مصلي ومسمي) لكنه يعامل زوجته بأسلوب خال من الرحمة : مؤذي ، قاسي ، ضاغط ، ويضعها بين كفي كماشة إما العقاب الأليم والطويل وإما المكافأة البسيطة التي يتمنن عليها بها  ليضمن استمرارها بما يريده منها ومع الوقت و تحت الضغط تفقد قدرتها على تمييز وضعها وتظن أنها ناقصة ومعيبة ومذنبه وأن ما يمارسه عليها من عنف فهو سلوك تستحقه وتستحق أكثر منه وتبقى حائرة بين البقاء أو الانسحاب.. وهو مستمر في ممارسته البشعة التي قد يلبسها ويغطيها حتى تظهر بصورة أفضل في ادراكها.

  1. هو انسان يشعر بالوحدة والضعف من الداخل ويصاب بالذبول إن لم يحاط بشخص يتسلط عليه ويطالبه بتلبية رغباته بشكل متتابع، لذلك يطالبها بالتركيز عليه وترك دائرتها الاجتماعية.
  2. ولشعوره الداخلي بالقلة والذلة (وأن كان صاحب منصب وشهادة) فهو يستخدم سلاح: تقليل الشأن والتهميش فيتنفذ عقلها ورأيها ومستوى ذكاءها ويكرر عليها أنها لا تفهم ولا نحسن اتخاذ القرار بينما في داخله يغار منها ويراها عاقلة.
  3. يستخدم أسلوب خبيث وهو البحث عن نقاط ضعفها (ازرارها الخفي) ثم يمارس الضغط عليه، فمثلاً اذا عرف رغبتها بالبقاء معه وعدم الطلاق يهددها بالطلاق أو يطردها من الغرفة أو البيت ليشتد ألمها فتخاف من تكرار ما فعلت حتى لا ينالها العقاب.
  4. يدعى الغيرة وهو في الحقيقة يعاني من ضعف داخلي شديد يجعله يخاف من أي رجل يمر بالشارع او السوق ويفتح معها سيل من الاستجوابات حول هذا الرجل الذي لم تنتبه له هي اصلاً ويضعها على كرسي الاعتراف ويمطرها بأسئلة متتابعة حتى تتعب وتفقد السيطرة على نفسها وهو يعلم أنها طاهرة كماء المطر.
  5. وبعد ذلك يبدأ بتقليل ثقتها بنفسها واستهدام أسلوب التعييب والنقد اللاذع حتى ترى نفسها بشعة قليلة الشأن غير مقبولة وأنه متفضل عليها وصابر عليها. 
  6. ومع كل ذلك فهو متعال ومتفاخر إما مباشرةً أو من خلف الكواليس.
  7. وحتى يحكم سيطرته ويغطي ضعفه يمارس عليها (العزل) عن الدائرة الاجتماعية والصداقات وتمتد يده بكل وقاحة إلى هاتفها ويحاسبها على كل ما كتبت وكتبوا حتى تكره حياتها.
  8. كما أن الزوج العنيف يطلب من زوجته طلبات غير منطقية في أوقات غير معقولة وباستمرار ويهددها بالعقاب الإلهي ولعنة الملائكة.
  9. وهذا الصنف من الناس مصاب باضطراب نفسي يجعله (جامد) وبدون مشاعر، فلا هو فهم نفسه ولا هو يفهم الآخرين؛ يسئ الظن ويتوهم أمور غير واقعية ويرفض التوضيح من طرف الزواج ويعصب عليها الحوار حتى لا تغلبه بحجتها وصدقها.
  10. ومع الأيام وبالتدرج يكون له أسلوب سيطرة واستغلال وتلاعب عقلي يتوافق مع (الضحية) التي خارت قواها ورمت أسلحتها وأصبحت مستسلمة لصنوف التعذيب النفسي مصدقة كذبته (أنها تستحق أكثر من اللي جاها بس هو محتمل) 

أنت غير مذنبة، ولا سيئة ولا اقل من الاخرين أنت: مبتلاه بشخص صعب للغاية لدية تشوه نفسي داخلي عميق مهما تفعلي معه فلن يصل للاتزان النفسي فالموضع ليس متعلق بك أو بالآخرين؛ الموضوع متعلق بداخله المشوه.

كوني رحيمة بنفسك: وانقذيها من البلاء فهذه الشخصيات مع مرور السنوات تزداد صعوبة معشرها و لا تتحسن ولا تخدعي نفسك بتعديد محاسنه الظاهرية فما يهم كيف يتعامل معك أنت. 

لا تفكري بمحاربة هذا الشخص فالحرب ستدمرك أنت الانسحاب من حياته هو الحل الأوحد والأمثل.

لا ترهقي قلبك الطيب باللوم والغضب والانتقاد والرغبة بالانتقام وانشغلي عنه بالخير ولو كنت محبوسة في غرفة مغلقة.. استعيدي ذاتك، لا تظني أن هناك سلوك أو حدث سيتغير شخصيته ؛ توقفي عن توقع المستحيل .