يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

و رفعت إليه شكواي

صديقتي امرأة لطيفه جدا وحلوه المعشر نشأت يتيمة عصامية وكانت ذات شخصيه متميزة فقد شكلت ذاتها بصبر ومثابرة و اصرار على التطور و الإرتقاء , و كانت لنا القدوة المتميزة و ملح الجلسات …. نستلذ بحديثها ونستمع لنصائح ونبكي لمواعظها كانت تأخذ القلوب والأرواح وتسلمها لرب السموات والأرض.


تزوجت وهي صغيرة من شاب اشتهر بين أصدقاءه بحسن الخلق والرحمة وحسن التعامل مع الآخرين وبذلت كل ما في وسعها لأسعاد هذا الإنسان الذي أصبح بين عشية وضحاها زوجا وابا و صاحب حق عليها .. وبعد فترة من الزواج ظهر لصديقتي سلوكيات غريبة من هذا الشاب اللطيف…. أخلاق غير مقبولة وتصرفاته سيئة!!! بعكس ما سمعت عنه من اصحابه قبل الزواج كان ضيق الصدر قليل الاحتمال شديد الانتقاد لأقل خطأ حتى انقلبت حياتها معه جحيما لا يطاق , فصارت تركض ركضا حثيثا لإسعاده , وانعاش حياتها وبدون جدوى , ونوعت في أساليب جذبه ,فتارة تغير ديكورات المنزل فتصلح هذه الغرفة وتغير هذا الأثاث وتجدد تلك الصالة، لكن … للأسف لم تكن تسمع منه كلمة طيبة , ولا تجد منه غير الجمود و الصدود و الانتقاد , فتصبر وتحتسب , ثم غيرت اتجاهها إلى الطعام نعم… إلى الطعام يقولون أن أقرب طريق إلى قلب الرجل هو معدته , فصارت تجالس الطباخات الماهرات وتستفيد من خبراتهن وتستمد من وصفات الطبخ من الكتب تاره , ومن زميلاتها تارة , ومن كبيرات السن تارة أخرى , حتى صارت من أمهر الطبخات وأشتهرت بيننا بلذة طبخها , وتميز وجباتها , ……أما زوجها فلم تسمع منه كلمة طيبة , فلم تمل و لم تيأس …. و انتقلت إلى الاهتمام بذاتها فغيرت مظهرها و شعرها وضاعفت الاهتمام بزينتها وتعمقت في ذلك وازدادت جمالا على جمالها , ولكن زوجها لم يغير سلوكه معها , بل ظل على سواء طباعه فهو يشتمها وينتقدها ويؤذيها بألفاظ لم تعتد على سماعها , فصارت في حالة سيئة وتأثرت بشدة مما يحصل لها وحاولت أن تحاور زوجها بأكثر من جلسه وبأسلوب لطيف ورقيق وحاولت استمالة قلبه , ولم تجد منه أي استجابة وفي الوقت نفسه كانت حظ الأنظار في الجلسات والاجتماعات وبشغلها بالبنان (هذه زوجة فلان) وكأن الكل يحسدها ويتمنى أن يكون مكانها، وهي تقابل ذلك بلطفها المعهود ابتسامتها العذبة ولم تفشي سر حياتها الزوجية يوما بل كانت لا تذكر زوجها إلا بالخير
وفي أحد الأيام التي نالت فيها من زوجها من الأذى ما نالت جلست وحيده تفكر بعقلها وحكمتها وتراجع ذاتها وأفكارها بصدق وعدالة وقررت أن (تشتكي على زوجها) نعم لا يوجد غير هذا الحل فلقد نالت من الأذى والشتم واضرب مالا يحتمله قلبها الحنون وليس لها من درب إلا الشكوى إلى (القوي الجبار) رب السموات والأرض من يعلم السر وأخفى ويطلع على خفايا الأمور من لا يعلم بجالها غيره ولا يقدر على حل مشاكلها سواه فرفعت يدها إلى الرحمن الرحيم الذي ليس لها غيره وصارت تدعو رب السموات والأرض اللطيف الخبير أن يرفع عنها الظلم ويرحمها من الأذى آذاها زوجها اتجهت إلى القبلة وقالت ( يا رب مالي سواك يا لطيف لقد آذاني زوجي فانصرني) وأن ضربها اتجهت إلى رب السموات ورفعت يديها (وقالت يا رب مالي سواك أنا الفقيرة المسكينة ليس لي من يقف معي ونصفني سواك) وأن شتمها رفعت عينها إلى السماء تستنجد بالله من الظلم الذي حرق فؤادها الطيب والأذى الذي نال من جسدها الضعيف ومع استمرارها على اللجواء إلى الله وصلت إلى درجة الراحة النفسية والطمأنينة ثقة بالله واعتمادا عليه فلقد فوضت أمرها إلى من قلوب العباد بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء فصارت مسرورة الخاطر مطمئنة القلب هادئة النفس قوية الاحتمال لا تهزها كلمات زوجها ولا تؤثر فيها.
وبعد مرور فترة ليس بالطويلة لجوءها إلى الله رأت من زوجها شيئا أذهلها وأثار عجبها لقد رأت منه تغيرا واضحة في خلقه وتعامله معها لقد تغير زوجها وصار لطيفا معها وتوقف عن إيذاءها وصار لحياتها شكل أخر ولذة لم تراه من قبل وفي جلسة هادئة جمعتها بزوجها باشرها بسؤال.
غريب: فلانة ماذا فعلتي بي؟
فرددت باستغراب : لم أفعل بك شيئا.
فقال: بل فعلت، منذ فترة لاحظت إن أي تصرف سيء أقوم به تجاهك يرد على من الآخرين في نفس اليوم فكلما شتمتك شتمت وكلما ضربتك ضربت وكلما آذيتك أوذيت حتى صرت أخاف أن أضرك بأي أسلوب وصرت أمسك نفس عن أذاك خوفاً على نفسي مما جرى له بسببك فخبريني ماذا فعلتي بي؟ لولا ثقتي بدينك وخلقك لظننتك سحرتيني.
فقالت له إني لما نالني الأذى وصار فوق الاحتمال وضاقت بي السبل ولم أجد عميداً في الأرض فلجأت إلى ربي الذي في السماء ورفعت إليه شكواى

 

One Response

  1. ولكمال الفائدة ترجو بيان ان يكون تقربها لربها رفعة لها في الاخرة- والايكون همها الدنيا فقط- لان التأثير الحاصل عليه كأنه خشية منها – فلا تضمن ان تكون ولية من الاولياء الصالحين – مستجابة الدعاء كل حين فقد لا يتحسن وضعها ليس سوء ظن بالله لكن يريد ربنا الحكيم ان يدخر لها الاجر في الاخرة-فليس كل من تعاني في الدنيا في اي امر من الامور – غير الزوج …امور كثرة منغصة في الدنيا- لا تدعو ربها بصدق ويقين وثقة بالله -بل قد يشتد عليها الامر – لان الله تبارك وتعالى يحب تضرعها وهو الغني – فهي تزداد قربة من الله – وهي كما يظهر للناس انها في شقاء دائم في الدنيا -بارك الله فيك

اترك تعليقاً