يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

هل تثقل عليك قراءة القرآن؟
من سناب أ. باسمه الكوس
هل تثقل عليك تلاوة القرآن ؟ ويصعب عليك ختمه ؟ تجدينه صعب الفهم والقراءة ولا تتمكنين من قراءة جزء بشكل يومي ؟

تقول أحد متابعاتي الكريمات : أتمنى أن أقرأ جزء كامل من القرآن و لكني لا أستطيع ، و لم أختم القرآن كاملاً في حياتي، سألتها هل أنت متعلمة و كم عمرك ؟ قالت نعم تخرجت من الجامعه منذ سنوات وأنا موظفه حالياً و عمري 30 سنة،قلت لها عندما كنت طالبه تقرأين بتركيز و فهم كتاباً كاملاً ليلة الاختبار من أجل الدرجات والشهادة أليس كذلك ؟ قالت بلى ، فلماذا لا تجدين في نفس الصبر على جزء من القرآن ؟ هذا يدل على ضعف رغبتك و عزيمتك و ليس على صعوبة الأمر، ثم سألتها كم ساعه تحملين هاتفك في اليوم ؟ و كم من وقتك يمضي في متابعة برامج التواصل و مراسلة المعارف ؟ قالت : ساعات، قلت لها طيب : هل تشعرين بالملل وتتضايقين من الهاتف أم تكوني مندمجه ؟ قالت بل اندمج ، قلت لها و أين ذلك الاستمتاع والاندماج عند قراءة كلام الله ؟ ، قالت : القرآن صعب و لا أفهمه ، قلت لها الأطفال يقرأونه و يحفظونه وهم أبناء خمس و ست سنوات و لا يصعب عليهم ( و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر )، قالت : أستاذه أنا أفهم بعضه و لكن بعض القصص و المعلومات لا أفهمها و تحتاج إلى تفسير ، قلت لها ( ما لا يدرك جله لا يترك كله ) ، ثم قلت لها لو أنك كنت تقرأين يومياً صفحة واحدة فقط من التفسير لختمت التفسير أكثر من عشر مرات !

شيخه بنت عمي قالت لي : اتخذت قرار و نفذته و لم اتراجع عنه يوما و هو تلاوة جزء واحد يومياً و لم أترك هذه العبادة منذ سنة 1970 ( يعطيج العافيه بنت عمي أم طلال )
في سنة 1996 شاركت مع أختي مها الذايدي في دورة ( كيف تطردين الهم ) لشيختي الحبيبة بدرية العزاز ، فكان من نصائحها : خصصي وقتاً ثابتاً لله تقضينه مع لقرآن، قالت لنا ما لا أنساه : خصصي مصحفاً و كتاب تفسير مبسط و جهاز تسجيل و كوني لنفسك مكاناً ثابتاً ( محراب ) واقضي هذا الوقت يومياً في تلاوة وتجويد و فهم كتب الله و بلغي من حولك .

أنك في وقت خاص لك تقضينه مع ( الملك ) جل في علاه فلا يقطعوا خلوتك مهما تكون الظروف ، و كرري ذلك يومياً مثلاً ساعه بعد صلاة العصر أو ساعة بعد الفجر أو أي وقت يناسبك و ثابري على ذلك حتى يصبح عادة ، وكانت دائما تذكرنا : الله جل في علاه لم يطلب منا حفظ القرآن لكنه طلب منا تلاوته وتنفيذ ما جاء فيه ، يخطئ من يحفظ القرآن و يشارك في المسابقات و لا يطبق ما جاء فيه.

هل تشعرين بثقل الحوار مع ( حبيب ) ؟ أم هل تشعرين بالملل من الجلوس معه و الانصات له ؟ المحبوب لا يمل و لا يثقل على القلب، بنت خالي ( أختنا العودة )  : قالت لي مره لا أرتاح إلا إذا قرأت سورة البقرة بشكل دوري . تابعت بوجه شغوف : أحس بحاجه جامحه لتلاوتها يومياً، أما حبيبة قلبي أمي فتعودت أرى مصحفها بيدها يومياً تحت كل الظروف . لا عذر لأحد في ترك تلاوة القران، لا يثقل القرآن أو يصعب إلا على ضعيف التعلق بالله ، تعزمي بالله و استعيني به و ابدأي الآن توضأي و امسكي مصحفك و اتلي الآيات بصبر و ستجدين لذه لم تعرفيها بحياتك، و ستزول عنك الصعوبة المتوهمة ويحل محلها التوفيق واليسر.

تذكري: ( ( من تقرب مني شبراً تقربت منه باعاً و من تقرب مني باعاً تقريت منه ذراعاً و من أتاني يمشي أتيته هرولة ) ).
عندما كانت أمي حصه تحتضر( أم زوجي ) وقفت أيامها الأخيرة أقرأ عليها القرآن بصوت تسمعه لعلمي بتعلقها الشديد بالقرآن تلاوة و سماعاً ، فقالت لي اخت روحها خالتي منيره  : ماذا تفعلين ؟ ترقينها بالقرآن ؟ و الله لجسدها قد تشبع بالقرآن طوال التسعون عاماً التي قضتها بالبر و التقوى حتى تشربته عروقها.

اللهم اجعل القرآن شافعنا ودليلنا إليك وأنر به قلوبنا و دروبنا