كثيراً ما اسمع من يقول : ظللت أدعو و أدعو و لم يستجاب دعائى حتى يأست ، فقد اتبعت كل الارشادات و النصائح لاستجابة الدعاء لكن شيئاً لم يحدث ، فلماذا لا يستجاب دعائي ؟ و يستجاب دعاء غيري ؟
الله سبحانه و تعالى وعد باستجابة الدعاء لمن دعاه بصدق و ثقة على قدرته في تحقيق ما يريد و من كان فيه شك بقوة الله و قدرته فدعاؤه لا يكون صادقا ولا يستجيبه الرب ، كمن يدعو الله مجرباً أو و هو لاه القلب غير متجه لله بقلب مخلص ( لا يستجيب الله لقلب غافلٍ لاه ).
-و قد تسمع أو تقرأ عن دعاء مستجاب و أن من دعا به يستجاب له فتدعو به و لا يستجاب فتشك في الأمر ، و في الحقيقة قد يستجاب دعاء لشخص ما لما ارتبط بهذا الدعاء من شروط استجابة الدعاء وليس للفظ الدعاء تحديدا .
-قد تدعو الله و لا يستجاب لك لأنك أشركت بدعائك لله دعاء أحد الصالحين ممن تظنهم يحققون الحاجات و هذا شرك يمنعك من الخير كله .
-وقد تدعو الله و قد أكلت مالاً حراماً ، أخذته بغير وجه حقٍ ، سواء كان مال أحد الأشخاص أو مال الحكومة مثلاً.
– قد يكون ما تدعو الله به يحمل في طياته الشر لك أنت بالذات و الله هو الخبير البصير يعلم ما لم يكن لو كان كيف سيكون ، فمنعه عنك لمصلحة لا تعلمها هو يعلمها ، و ثقتك بعلم الله الواسع تجعلك مطمئنا لما يقدره لك، فأنا فيما أذكر كنت أدعو بدعاء و ألح به على ربي و أراه خيراً كله و بقيت سنوات طويلة أدعو به ، ولم يستجب لي ، فلما انقضت السنوات و تبينت لي الحكمة بقيت سنوات أطول أحمد الله و أشكره على عدم استجابته ، فقد اكتشفت أن ما كنت أتمناه و أدعو به خيرٌ في أوله و شرٌ عظيم في آخره ، منعه الله عني بلطفه و رحمته و رزقتي خيراً منه .
-من رحمة الله الواسعة أن يمنعنا مما نحب لما يعلمه بعلم الغيب عنده أنه شر فنحن نبكي و نتوسل إليه و نجتهد بالعبادة و الدعاء و الرب يمنعنا ، كما يمنع الوالدان المحبان الطعام عن ابنهم المريض هو يشتهي الطعام و هم يخافون عليه من ضرره ، فمنعهم منع رحمة و هو لصغر سنه و ضعف عقله يظن أن في ذلك قسوة عليه .
عندما تدعو الله في أمر و تظن أن هذا هو الوقت المناسب للحصول عليه ، قد يكون خطراً عليك في هذا الوقت فيؤجله الله لما اقتضت حكمته أن تأخير الاستجابه فيه الخير العظيم لك ، و علمك بحكمة الله ووضعه الأمور في مواضعها ووقتها يجعلك تطمئن لأمر الله و تصبر .
-و قد لا يستجاب دعاؤك ولا يتقبله الله في الدنيا و يبدلك أجراً عظيماً في الآخرة .
كن واثقاً بحكمة الله و رحمته و قدرته على استجابة الدعاء ولا يخالطك الشك في ذلك و استسلم لأمر ان لم يستجيب لك وأحسن الظن بالله بأن ما قدره هو الخير العظيم و إن كانت نفسك تكرهه و تتمنى غيره فاختيار الله للانسان خيرٌ من اختياره لنفسه .