يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

شفاء القلب من الحقد

شفاء القلب من الحقد

من سناب أ.باسمه الكوس

عدم تقبل سلوك الآخرين ، و ترك المشاعر تتأجج دون تهذيبها أو كبحها يولد ( غضب ، لوم ، انتقاد ) وهذا الثلاثي = الحقد ، و الحقد يأكل صاحبه،  و تهذيب النفس راحه و سعادة يبدأها الانسان من التحكم بتفكيره و يتجه لمشاعره ثم سلوكه ، فالحدث لا يجبر على فكره و لا شعور ولا سلوك انما تفسير الحديث هو الذي يسحب الشعور و الشعور يسحب السلوك.

و من رحمة الانسان بنفسه و حبه لذاته ألا يسمح الأحداث أن تتحكم به عن طريق إعطاءها حجم كبير من وقته وطاقته، مما يجعل مشاعره تتأجج سلباً و تسحبه للسلوك السلبي ، فيحاول تحليل سلوكيات هذا الشخص ( المغضوب منه ) وان كانت بريئه وتفسيرها كما يملي عليه عقله الحاقد و قلبه الغاضب و يبدأ بلومه وانتقاده و التقليل من شانه، لأنه يظن أن هذا الشخص بسلوكه الغير مقبول قد قلل من شانه ، فدفاعاً عن نفسه و تخفيفاً من ألمه : يقلل من شانه ليقنع نفسه بأن الآخر أسوء منه، و يبدأ في النزول إلى وادي ثرثرة العقل السحيق المهلك ، الذي يجلس في ظلمته يفكر و يدور و يحرق قلبه و يجعل الشخص المؤذي ( قبلته ) يفكر فيه و يتابعه و يتجس عليه ويتمنى له الشر و الألم، حتى تبدأ الآثار السلبية للحقد تظهر عليه في نفسيته و مشاعره و جسده ، و يدعي أن سبب شقاءه وحزنه أو اكتئابه هو سلوك الآخر السيء الذي لم يتقبله، و ينتقل الحاقد لمرحلة أسوء . . . فيظن أن حزنه وألمه بسبب فلان ، و الحقيقة التي لا يحب مواجهتها أن حزنه و مرضاه بسبب خياراته السلوكيه السلبية وليس من تصرفات فلان تجاهه.

و لذلك يستطيع الانسان أن يتمالك نفسه عند الغضب و يمسكها عن الاساءه و يستطيع أن يواجه المسيء بالإحسان والعفو و إلا لكان الأمر بذلك كله في القرآن عبثاً تعالى الله و تقدس