يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

وكفى بالله وكيلاً

 

تمر بك أحداث الحياة و مهماتها و قد يكون بعضها صعباً في نظرك ، و تستاء حالتك النفسية و تتقلب على نار القلق و التفكير و يصيبك الهم و الغم لأنك تراها صعبة لا يمكن تخطيها أو تحقيقها .
نعم إنها صعبة إذا كنت تعتمد على نفسك و قوتك و سهلة ميسرة إن كنت تعتمد على ربك ، و اعتمادك على الله يعني أن تقوم بالأسباب و لا تعتمد عليها مفوضاً النتيجة لله ، بمعنى أنك تظن جازماً أن النتيجة بيد الله هو من يبارك فيها أو يمحيها و ليس جهدك و عقلك و تدبيرك ، و ليس الطبيب أو الدواء، الرب وحده من يجعل العمل موفقاً و ناجحاً .
الاعتماد على النفس و ترك التوكل على الله هو اعتماد على ضعف و نقص و الاعتماد على الله هو تفويض الأمر بيد علام الغيوب القوي الذي إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون ، ما أجمل التوكل يريح قلبك من التفكير إلى حسن الاعتماد على اللطيف الخبير ، و يجعلك مرتاح القلب من اضطراب القلق و هواجسه المتعبة .
كلما هممت بعمل حدّث نفسك أنك تؤدي ما عليك متوكلاً على الرب جل في علاه في نتائج العمل فالله الواسع يأخذ العمل القليل فيضاعفه أضعافاً كثيره و يفتح له قلوب العباد و يجعلهم يقبلون على ما عملت و إن كان العمل في نظر الناس ليس له أهمية تذكر .
إن التوكل على الله قوة تخلصك من الحاجة للبشر و التذلل لهم ، و التطلع لإعانتهم و مساعدتهم و ترفعك إلى الافتقار لله و التذلل له .
تطلع لما عند الله ارفع حاجتك للرب و اسأله و أكثر من السؤال و توسع واطلب المزيد ،تطبيقا لما جاء في الحديث الصحيح : ( إذا سأل أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه) ، والتوكل قوة لأنك أنطت العمل لمن بيده مفاتيح كل شيئ وهو على كل شيئ قدير ، و سيدبره لك خير تدبير ، تدبيراً يعجز عنه أقوى أقوياء العالم .

وكرر على نفسك دائما ( لو أن الأمة اجتمعت على أن ينفعوك لن ينفعوك إلا بشي قد كتبه الله لك ولو آجتمعوا على أن يضروك فلن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) .