يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

كيف أصبر نفسي ؟


تتوالي أحداث الحياة و تستمر على نمطها الذي خلقها الله عليه ( دار ابتلاء) و اختبار و يعتري الإنسان فيها النقص و الضعف و الخوف و الفراق حتى تختم دنياه بالموت .
و على المؤمن العاقل ألا يتوقع غير ذلك حتى لا يغمر ذاته في وهم يغيبه عن التفكير العقلاني الواقعي ويبعده عن رؤية الحقيقة فيظل في دائرة الوهم لا يستيقظ منها إلا في الشدائد الصعاب مصدوماً كئيبا ..
ولا نقصد بذلك حتماً : التشاؤم و الخوف ، و القلق من المستقبل ، بل نقصد الاتزان بين التمتع بنعم الحياة و الاستعداد النفسي للابتلاء و توطين النفس على قبول الأقدار .
و الصبر هو حمل النفس على التماسك و حبسها عن الجزع و الشكوى و التسخط و لوم القدر ، وليس ترك الحزن و البكاء فإنهما لا ينافيان الصبر و الاحتساب كما جاء في الحديث الصحيح ( إن الله لا يعذب بدمع العين و لا بحزن القلب ـرنما يعذب بهذا أو يرحم و أشار إلى لسانه ) ، الجزع يكون بالصراخ و لطم النفس و الاعتراض على قدر الله باللسان .
و هنا إرشادات تعين على الصبر و الاحتساب و تخفف نار المصيبه :
١- الإيمان بأن هذه الدنيا دار امتحان و ابتلاء و لا يوجد بيت لم تدخله مصيبة و ليست الدنيا دار نعيم النعيم المقيم هناك في الجنه .
٢- التعلق بالله وحده في كشف الضر و الاستعانه به لا بأحد سواه ، فإن ذلك يملأ النفس قوةً و عزة و صبر على البلاء .
٣- شغل القلب الحزين بالدواء الشافي : ( القرآن ) تلاوةً و تفسيراً وحفظاً ، وفق جدول منظم مخطط له ، ففيه الشفاء و الراحة لما يدور في الصدر من وساوس و أفكار ، وقضاء الوقت في تعلمه و تدبره يحلق بالقلب بعيداً عن الحزن و الفقد إلى سماء الطمأنينة و الثبات .
٤- شكر الله على نعمه و عدم التحسر على المفقود ، و يكون ذلك بالنظر الى نعم الله بالامتنان و تكرار الحمد حتى تمتلأ النفس بشعور الامتنان لله و تغشاها السكينة .
٥- الحركة بركة كما تقول العامة عندنا ، تحرك و اشغل وقتك بالنافع المفيد بدلاً من الركود و الانسحاب الى سرداب التفكير و الثرثرة العقلية .. مارس هواية تتطلب وقتا و حركة ( المشي ، الرياضة ، الزراعة ، الفن ، الطبخ ، …).
٦- السؤال اسأل الله كثيراً في كل وقت و خصوصاً أوقات استجابة الدعاء ، وكرر أدعية الهم و الحزن بتدبر و خشوع و ثقة بأثرها على نفسك كما وعد الله .
٧- تفرغ لعبادة الله ، ابتعد قليلا عن الناس و الأجهزة ، و خصص وقتاً محدداً للعبادة تظبيقاً لما جاء في الحديث القدسي ( يا ابن آدم تفرغ لعبادتي املأ قلبك غنىً و أسد فقرك وان لم تفعل ملأت يديك شغلاً ولم أسد فقرك ) فالتفرغ لعبادة الله يشفي الصدر من الخوف والقلق و يملأ النفس بالسكينة .
٨- أدخل سروراً على قلب مسلم ( زر أحد أرحامك الذين غبت عنهم طويلاً ، أكرم والديك ، فرّح طفلاً أو خادما أو ضعيفاً)
٩- تعبد الله بترقب الفرج و تعديل الحال ثقةً به و اعتماداً عليه .
و تأمل في خلواتك قول الله تعالى ( أنا عند حسن ظن عبدي بي ) أحسن الظن بالله فهو بر رحيم لطيف خبير لتسمو روحك و تعلو في الدنيا و الآخرة .