يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

كن صادقاً تنجو

اصدق الله يصدقك

هل مرت بك مواقف شعرت بها أن عملك و اجتهادك ذهب هباءً ؟ فتحسرت و تألمت ؟
هل سبق أن قدمت الخير و أحسنت في عملك أو صحبتك و فوجئت بعدم التقدير و النكران ؟
ماذا قررت بعد ذلك ؟ قطع العمل أم الإستمرار فيه ؟
ألا يكفيك بأنك تعمل لله و الله على كل شيئ شهيد ؟ يعرف ما يدور في قلبك و يطلع على جهدك و عملك و لا يغيب عنه حركة من حركاتك و كل شيئ مقيد عنده في كتاب؟ و أنه الوحيد الذي يجازي؟

 إذا كنت ترغب بالحصول على رضا الناس و قبولهم أو التنافس معهم لإثبات الذات أو الحصول على مكانة أو وظيفه فإنك ستنقطع عن العمل لأنك لم تجد ما تصبو إليه وإن كانت نيتك نيل رضا الله وحده فستجد في داخلك دافعا للاستمرار مهما كان تفاعل الآخرين معك .
وهل مررت بظلم انكسر به قلبك ؟ و أدخلك في دوامة من الشك ولوم الذات و اختلطت عليك الأمور : بين استحقاقك ما حصل لك بسبب ذنوبك و عيوبك و بين تألمك من الظلم الذي وقع عليك بدون خطأ و ذنب منك ؟

ايمانك بأن الله هو الرقيب الشهيد المطلع على دقائق الأمور و تفاصيلها و أنه ” يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور سيسلُ الألم و القلق من نفسك و يبدله رضاً و ثقةً بالله الواحد القهار .

ومما يثبتك على الصدق مع الله أن يكون هدفك الأعلى واضحاً : “مرضاة الله تعالى و الفوز بالجنة “، فترى البشر على حقيقتهم : ضعفاء لا يملكون نفعاً ولا ضراً ، ويتجه قلبك لملك الملوك لا يميل لهم ولا يعمل من أجلهم ولا يهمك الناس فيما قالوا سواءً مدحوا أو ذموا لأنك لا تنتظر منهم شيئاً ، و رأيهم فيك لا يعنيك و ستنطلق في الإعمال الصالحة و ترتب لها وقتك و جهدك دون تعب و تكلف .

لا يكن همك الناس تتزين لهم و تجتهد لكسب قلوبهم فإنهم بشر ضعفاء و ليكن همك الأكبر إصلاح قلبك الذي هو محل نظر الرب :(إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم) رواه مسلم
كن صادقاً مع الله لتنجو ، ليعطيك فوق ما تتمنى مما لم يدر لك ببال أو خيال (إن تصدق الله يصدقك )
ولا تخف من مضطهِد أو ظالم ولا تحدث نفسك بالانتقتم منه ، فالرب سبحانه ناظرٌ إليه مطلع على نواياه و أفعاله و سيجازيه بما فعل وكل أمرك إليه ثقةً به و اعتماداً عليه
“ أولم يكف بربك أنه على كل شيئ شهيد”