يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

ضيق الدنيا

لا ينفك الانسان من حاجته للآخرين لأنه الله خلقه اجتماعياً لتتحقق أهداف الخلق من من عبادة الله و إعمار الكون ، ولكن اختلاف انماط التفكير و الطباع قد يسبب بعض الخلافات بين الناس التي لا يخلو منها أحد، فتمر بك بعض المواقف تقول في نفسك هل جميع الناس يصيبه ما أصابني ؟ أم أنا الذي تتراكم علي الأحزان و المصائب من دونهم ؟ هل ما أصاب به بسبب ضعفي و ذنبي ؟ أم رفعة درجات ؟
أما علمت أن الإبتلاء يختص الله به أحبابه ؟ ( فمن كان في دينه شدة زيد له في البلاء و من كان في دينه ضعف خفف له في البلاء).
و في الحقيقة هذا طبع الحياة لا يمكن أن تخلو من الخلافات ولو صفت لصفت لخيرة خلق الله فآدم أنزل من الجنة إلى الأرض و موسى وكز رجلاً فقتله و نوح قضى ألف سنة إلا خمسين عاماً و لم يؤمن له إلا القليل و يونس خرج غضبان من قومه فواجهتم العواصف و ألقي في البحر فالتقمه الحوت و ظل في بطنه إلى ما شاء الله ،و يعقوب اجتمع كل أولاده ضده هو و صفيه منهم ، فكادوا له كيدا فقد ابنه على أثره و يوسف رمي في الجب بلا رحمة ، و بيع كعبد و توالت عليه الفتن، فكيف تظن أنك يجب ألا تصاب بمكروه لأنك مسلم تصلي و تتعبد و تدعو ؟
كن على ثقة بأن الله لا يبتلي ليعذب إنما يبتلي ليهذب فما تمر به من بلاء يزعجك في نفسك و جسدك و مالك وولدك ، هو خيرُ لك من العافية لأن الله علم بعلمه الواسع أن حالك في الدنيا و الآخرة لا يصلحه إلا البلاء، و أن ما تراه ضيقاً فهو سعة، وسع الله عليك بها ليحميك من شر لا تعلمه يعلمه اللطيف الخبير ، فكن راضيا بما قدره عليك ربك و مولاك فهو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن وهو بكل شيئ عليم .
الحياة لا تمشي كما تتمنى و الناس لا تتصرف كما تظن آنه واجب و لازم فلا تؤذي نفسك بترقب المثاليات و ترهقها بانتقاد الحياة و الآخرين فكل ما يحدث دقه و جله يحدث بأمر الله قدره لحكمة عظيمة يعلمها و لا نعلمها تخفى علينا و لكن الرب لا تخفى عليه خافية فارض بأمره و سلم أمرك له
سلمْ أموركَ للذي
أنشاكَ منْ عدمٍ وَ عالكْ
ودعِ التعلقَ بالمحا
لِ ؛ فإنهُ يبري محالكْ
فَعَسَاكَ تَنْزِعُ مِنْ يَدِ الْـ
أَهْوَاءِ ـ يَا قَلْبِي ـ حِبَالَكْ