يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

ضغط الأمومة

المشكلة التي تنحرج الأم من عرضها وطلب حل لها.
الأمومة نعمة عظيمة جداً لا تقدر بثمن لكنها قد تكون صعبة لأسباب عديدة، مما يجعل الأم تشعر بضغط نفسي وإرهاق ومع ذلك تخجل أن تعرض مشكلتها وتطلب الحل.. لأنها تعتبر ذلك عيباً فيها.
قد تزدحم عليك المهام، بين الوظيفة التي قد تكون طويلة ومتعبة وبين المسئوليات الاجتماعية لكن ضعي في ذهنك الأمومة مسئوليتك التامة لا تنقليها للخادمة أو الممرضة إلا تحت الظروف القاهرة، كوني (أماً لأطفالك).
هل تعرفين كيف تكونين أماً لأطفالك؟ بالمعنى المتزن والصحيح؟ أن تكوني لهم مصدر الرعاية والحب والأمان، وتغرسي فيهم القيم والمبادئ وتحثيهم على حسن الخلق والأدب دون تدليل مفرط أو قسوة مزعجة وتنوعي في أساليبك التربوية التي تجعلهم (مميزين) بخلقهم.
وتكوني لهم أماً وليس صديقة؛ أماً وليس معلمة؛ أماً وليس خبيرة أزياء.
ماذا نقصد بأم وليست معلمة؟ علميهم أسس التعليم ومبادئه ولا تقومي بتدريسهم بشكل يومي حتى لا يتغير دورك الأمومي المحترم إلى معلمة مضغوطة، غاضبة تنظر من أولادها: الدرجات والتفوق بالدرجة الأولى.
المرأة مخلوقة لطيفة تحب الاحتواء والرحمة وترغب بالقيام بمهمتها ومهمة غيرها تحت تأثير رغبتها بالكمال تنطلق دون تفكير وتأخذ دور (Super women) المرأة الخارقة التي ترغب بأن تكون مثالية في مظهرها ووظيفتها وعلاقاتها وأمومتها وانجازها وينتهي بها الأمر إلى ما يسمى (الاحتراق الذاتي).
ولذلك ننصح الأمهات بحسن (إدارة الذات) بحيث تقوم بأدوارها في الحياة بشكل متوازن بقدر الإمكان مقدمة الأهم على الأقل أهمية، دون أن تضر نفسها أو أولادها واضعةً نصب عينيها أن اطفالها يعيشون طفولتهم مرة واحدة وأنها من أجمل المراحل وإن كانت متعبة.
” عيشي طفولة أطفالك واستمتعي بجمالها”
فـ مرحلة الطفولة مرحلة الغرس الجميل لكل خلق وفضيلة تستحق منك الاهتمام والعناية، أكثر من اهتمامك بأدوارك الحياتية الأخرى؛ بشرط (التوازن) وإعطاء كل ذي حق حقه ويكون ذلك برفع نسبة التركيز على إدارة الحياة ووضع أهدافاً واضحة وواقعية تكوني أنت متحكمة فيها.
لماذا تشعر الأم بالضغط؟
رغبتها بالمثالية في كل جوانب حياتها وهذا مستحيل، فالكمال لله وحده، ولا يمكن للأم أن تكون العزباء في وظيفتها، ولا يمكن للأم أن تنظم جدولاً للنزهات والتسوق كالزوجة التي لم تنجب أو المرأة العزباء.. كوني واقعية لا تعيشي حياة غيرك.
يكون لدى الأم حاجة ملحة لـ: نيل رضا الآخرين واحترامهم، مما يجعلها تتمنى بشدة كلمات الحب والشكر والتقدير على جهدها المبذول، وهذه فكرة غير منطقية تجر الأم للشعور بعدم احترام الذات وتقديرها والشعور بالضعف وتنحدر مشاعرها للسلبية من حزن وغضب وتوتر وضغط نفسي واكتئاب ورغبة بالانسحاب ومقارنة النفس بالآخرين و(الحسد).
اعتقاد الأم بأن على الآخرين (أمها، وزوجها، خالتها، أخواتها، الخ) بمعاملتها معاملة محددة ويراعوا مشاعرها لأقصى درجة والم يفعلوا فهم سيئون ويدمرون حياتها ويستحقون (الغضب، اللوم، الانتقاد، وربما العقاب) والعقاب قد يكون معنوياً بالصد.
عدم تقبل صعوبات الأمومة و(ضعف التحمل) ويكون ذلك بالثرثرة العقلية الصامتة.. التي تدور داخلياً بشكل مستمر وتكون بصوت داخلي فيه تضخيم للصعوبات ورثاء للذات ولوم للآخرين والمقارنة والحسد.
اختيار دور الضحية وشهيدة الأمومة.. عن طريق عدم الاستعانة بأحد وحرمان الذات من الراحة والمتعة والقيام بكل شئ دون تفويض؛ وهذا قد يكون اختيار موفق إذا احسنت ترتيب وقتها وإدارة مهامها ولم تستخدمها سلاحاً تشهره بوجه زوجها والآخرين.
قد يكون الطموح سبباً في الضغط النفسي، فالمرأة المبدعة المبتكرة ذات التفكير المتقد تعاني كثيراً من أفكارها اللامعة ونشاطها الفكري والحركي الذي يحده شعورها بالذنب تجاه أطفالها، مما يجعلها تتألم وتحترق من (لموعها الفكري) الذي لا يمكنها العمل عليه.
تشعر الأم بالضغط والضغط الشديد لأنها لا تعرف ما حقوق طفلها وما واجباتها تجاهه فتخلط بين (قيمتها الذاتية) و (تفوق أبناءها) وتستخدمهم كأداة لرفع ثقتها بنفسها مما يرهقها ويبعدها عن الطريق الصحيح لتقدير الذات ويرهق أطفالها بمطالب قد تفوق قدراتهم.

التشتت في الحياة؛ والبحث عن المكانة الاجتماعية والجمال والشهادة والمال وعدم التركيز على المهمة الراقية العظيمة الجميلة (الأمومة) والانزعاج منها تحت الرغبة في العيش مثل المشاهير الذين يلهثون لهثاً حثيثاً لإشباع ملذاتهم الشخصية واستعراض حياتهم ويركزون على أنفسهم بأنانية.
والحل؟
تجدينه في ثنايا كلامي يبرق كـالماس.