يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

تفرغ لعبادة الله

فرغ قلبك من الهموم و المشاكل و الهواجيس التي تشتعل فيه بالاتجاه لله ، اطلب منه الهداية و القرب و تذلل له ، و اشكو له ألمك و حزنك ، و كل ما يؤذيك ، اطلب منه أن ينير قلبك بنور الهداية حتى تضيء روحك التي أظلمت باتباع الهوى ، والبعد عن الله و انشغلت بالدنيا و زينتها .
ادع الله بقلب صادق مخلص يريد الخلاص من التعب الذي اكتنفه ، و جثم عليه ، فأثقله ، و جعلك مشتتا بين الاستمتاع مع الناس بالمعاصي و الغفلة و بين السعادة الحقيقيه في ارضاء رب الناس .
كم بابا طرقت لتسعد ؟
المال ،السفر ، الشهادة، الصداقات ، المقتنيات ، البيت ، النزهات …
كيف وجدتها ؟ ألم تكن متعه وقتية تزول بزوالها ؟
وكم مرة كررت مشغول ليس لدي وقت ، هل أنت مشغول حقا في كل يومك ؟
لو كتبت جدولك اليومي لمدة أسبوع مثلا ، و تابعنا طريقة قضاءك ليومك ماذا سيتضح لنا ؟
الغالبية يظنون أنهم مشغولون وهم ليسوا كذلك ، هم منشغلون بين بأمور أقل أهمية عن الأمور المهمة حقيقة ، و يشعرون بضيق الوقت لأن وقتهم ممتلئ ، لكنه ليس ممتلئ بأولوياتهم و مهماتهم الحقيقية ، ممتلئ بأمور سطحية تافهة مثل كثرة مجالسة الناس و الخوض في مواضيع لا تسمن ولا تغني من جوع، أو متابعة المسلسلات و برامج التواصل التي تلتهم الوقت ، و شرها أكثر من خيرها ، ولا يجادل في ذلك عاقل .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ :
( إن الله تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإلا تفعل ملأت يديك شغلا ولم أسد فقرك ) رواه الترمذي و صححه الألباني.
الله ما أجمل هذا النداء : تفرغ لعبادتي و اترك ما يلهيك و يؤذيك و سأملأ قلبك غنى و راحة و أسد احتياجاتك لنفسي ، الله الغني الذي بيده مفاتيح كل شيئ يعدك بالغنى ، فهيا اعزم على الدخول إلى باب الله المفتوح فهناك السعادة الحقيقية التي تملأ القلب عزة و قوة ، وهذه الأيام الرمضانية المباركة التي تشجع على القرب من الله اجعلها بدايتك في التفرغ لعبادة الله .
حدد وقتا يوميا تقضيه في الاعتكاف على ذاتك بين الصلاة و التلاوة و التدبر و الحفظ و الصلاة و الدعاء تجلو به قلبك و تقترب من ربك و تنعش نفسك و ترتقي بها إلى المعالي .