يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

الاستغفار و تحقيق الأحلام

كم مره سمعتي عن فضل الإستغفار في فتح الأقفال ؟ و كم مره قرأتي عمن أدمن الاستغفار فتحققت أحلامه ؟ و كم مره اجتهدتي في الاستغفار ولم تجدي ما وجد هذا أو ذاك ؟ فخالطك الشك و صرتي تلفين في دائرة من الهواجس و الوسواس حتى تعبتي و تركتي الاستغفار؟
إن الإستغفار لا يجلب الخير و البركات إلا إذا ارتبطت به شروط التوبة (الإقلاع عن الذنب ، الندم ، الاستغفار ، العزم على عدم العودة ،الحسنات الماحيات ) فهو ليس مجرد كلمات يرددها اللسان و قال رسول الله ﷺ  “إن التوبة من الذنب الندم و الإستغفار”.
وفي هذا الشهر المبارك الذي ترتقي فيه الروح و تتعالى فيه النفس عن الذنوب و المعاصي ، ترتفع أصوات الإعلام وتتنافس القنوات على نشر المسلسلات و البرامج التي تعج بالذنوب و المعاصي فتتشبع بها النفوس و تتعود عليها فلا تنكرها و لا تندم على فعلها، و يصير المسلم مترددا بين ذنب و طاعة كمن يغسل ثوبه و يطهره ثم يدنسه و ينجسه فلا يكون له من صيامه إلا الجوع و العطش.
جاهدي نفسك في هذه السنه على ترك المعاصي و اعزمي على غسيل قلبك من الذنوب و اجعلي هذا الشهر شهرا للاعتكاف على الذات و إعادة ترتيبها و بناءها والارتقاء بها إلى المعالي الحقيقية و ليست المعالي المزعومة التي يتنافس عليها العصاة.

احضري دفتراً خاصاً دوني به أهدافك في هذا الشهر من الحرص على الفرائض و اقامتها بوقتها و شروطها و خشوعها ، و السنن و النوافل و راجعي نفسك يومياً في هذا الدفتر قبل النوم لمتابعة ما تم إنجازه و مع مرور شهر رمضان تكوني قد اكتسبتي قوة في الإيمان تعينك على متابعة التقرب من الله بقية السنه ، و تذكري الحديث القدسي : ( يا ابن آدم قم إليّ أمش إليك ، و أمش إليّ أهرول إليك ) صححه الألباني

امشي في طريقك إلى الله بالتقرب إليه بالعبادات و حسن الخلق مبتعدتاً عما يردك للخلف من ذنوب و معاصي و ستفتح لك الأبواب و يستجاب الدعاء و تحل البركات .