يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

الإدمان العاطفي

الإدمان العاطفي
من سناب باسمه الكوس basmaalkoas
هو التعلق بشيء أو شخص ما أو حتى طعام أو هواية بسبب دافع داخلي قوي يجعل الإنسان يتجه لإشباعه ويحصل لدى الآخر تعلق شديد يجعله يضحي بكل ما يمكنه للحصول على ( مشاعر اللذه) التي ينالها عند حصول الحدث أو النشاط أو الالتقاء بالشخص ،وفي الواقع أن ما يفعله الشخص ليس من أجل الشخص الآخر إنما من أجل الحصول على مشاعر اللذه الناتجه عن ارتفاع الإدرنالين في المخ وما يصاحبه من متعه مرتفعه.
ولذا يعتبر الإدمان : ادمان شعور المتعه واللذه وليس ادمان البقاء مع أحد أو تناول وجبه محدده أو تدخين سيجاره.
فالإدمان:إدمان عاطفة المتعه التي يفتقدها الشخص وادمان مشاعر محدده يتمنى الوصول لها أو أخفق في الوصول لها بطريقة منطقيه أو واقعيه فلجىء لهدف خارج ذاته.
فشعر بشيء من المتعه حركته لطلب المزيد من هذا الأمر وصار يدور في دائرة تكرار فعل أمور معينه أو الدخول في علاقات من إعادة دوران هذه الإنفعالات بداخله وادمنها،وكما هو واضح ومنتشر : يدمن الناس على العلاقات والحب ، ويدمنون على الطعام ويدمنون على الغضب والحزن ، ويظلون في دائرتهم ، غير واعين بأن بإمكانهم التعود على سلوكيات أكثر فعاليه تمدهم بمتعه حقيقيه ،وكل تجاربنا في الحياة تتكون من فعل واستجابه عقليه او انفعاليه ، ثم اتخاذ قرار بتكرارها ،ومع الوقت يتعود عليها ،ثم يصبح ادمان من الصعب التخلص منه .ويدخل الانسان في صندوق أو سجن لا يمكنه الخروج منه حتى او كان يعلم بضرره بسبب ما ارتفع لديه من مشاعر متعه عميقه لم يجربها الا مع ذلك الشخص او الشيء،وقد لا يتخذ قرارا قويا حاسما في ترك ذلك الأمر و استبداله إلا إذا جاءته عقوبه شديده أو فضيحه اجتماعيه. والموضوع كما يقول علماء الأعصاب كبير ومتشعب ،فهذا الهرمون المرتفع بالمخ يتصاحب معه ارتفاع بروتين في كل اعصاب الجسم ناشرا معه متعه تعم الجسد .وعلى المشاعر السلبيه؟الكره الغضب البغض الألم فالأمر متماثل ويعم أعصاب الجسم كاملة…
وللتخلص من الإدمان على الأشخاص أو الأشياء و العادات السلبيه يحتاج الإنسان للتدريب على إدارة مشاعره بدلا من تركه كعبد لها.ويجب أن يعي الشخص جيدا ويستبصر بنفسه و يحسن إدارة ذاته ويفهم سبب عدم اتزانه الذي يجعله ينكب على أمور ضارة وبشده تلوثه بالكثير من الأذى مقابل لحظات من المتعه،
التعلم هو النور: الذي يضيئ العتمة الفكريه ويحيى الوعي ويحفز الإنسان على استبدال ما يضره ويجلب له الشر ويجعله عبدا لجهاز أو شخص أو مال ،بشيء آخر يرفع مراتبه للمعالي،والحرية الحقيقية هي : حرية اختيار السلوك وعدم الرضوخ تحت سلوك غير فعال رجاء شئ من المتعه الوقتيه الزائله.
والمرأة القوية : تكون سيدة نفسها وملكة مشاعرها وتحسن قيادتها ولا ترمي نفسها تحت عادات سيئة ،تظن أنها لا تقدر على الحياة بدونها والسبب ( اتزان داخلي عميق جدا)
اما المرأة الضعيفة فهي تشعر بفجوه داخلية واختلال في توازنها النفسي وبدلا من تعديل ذاتها من الداخل وترتيب أفكارها ومشاعر وابداع سلوك مشبع يكون متحكم فيه من قبلها فقط ،تركض وراء أشياء وأشخاص لتسد فراغا:لا يسده أحد غيرها
مثل : المشهورة التي تهرج على متابعيها وتخرج لهم كل يوم بوجه ولبس وشكل واعلان ودعايه وتتقول لهم : أنا أحبكم يا جمهوري أنا ممتنه لكم لأنكم سبب سعادتي!!وبدون فانزاتج؟؟ وفي الحقيقه هي مدمنه على مشاعر اللذه الحاصله لها من كلمات الغزل والإعجاب وابداء الرغبه في الزوجه وفتنة الشباب وايذاء مشاعرهم ،ضاربة بالمجتمع كله عرض الحائط ..لتحقق شئ عجزت عن تحقيقه باختيارات سلوكيه قويمه ، ولجأت لأساليب رخيصة تشعرها بمتعه قصيرة ولا تقدم لها السعادة إطلاقا فهي لاهثة الليل والنهار للاستعراض .
إذا الموضوع :هو الإعتماد على شئ خارج الذات مهما كان هذا الإعتماد ضارا عليه أو على الآخرين كما في حالة إدمان الحب ..وما يترتب عليه في الدخول بعلاقة أو علاقات شديدة الارتباط.
والادمان العاطفي هو اضطراب فكري ( ثرثره عقليه ) تجعل الانسان يفكر بطريقه غير صائبة لإشباع حاجاته النفسية الداخلية دون مسئوليه منه ..معتمدا على الآخر متنصلا من اشباع حاجاته.
والحل الأساسي:إشباع الحاجة الداخلية العميقة وترتيب الفوضى الفكرية و الإيمان بأن ذلك ممكنا عن طريق تحمل مسئولية الذات ولا حاجة لتدخل خارجي،والادمان والتعود وسد الحاجه النفسيه قد يكون :بحب شخص أو ادمان مخدر أو سيجار أو قد يكون على الأكل والسكريات تحديدا أو نيل المدح ورضا الآخرين وغيرهم الكثير (مثال:اكلم شخص من ١٠سنوات )
عشر سنوات من الحب لم تحقق لها الادمان والسعادة بل جلبت لها الاكتئاب والوسواس وهي متمسكه بهذه العلاقة بشددده لماذا؟؟جربت في أوقات ما مشاعر متتعه وهي تنتظرها مره اخرى ،والأجدر بها تحقيق الإشباع الداخلي العميق بالرغبة بالحب العظيم والذل العظيم بحب الله وحدة لا شريك له فهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم
بالضبط هكذا يكون الإدمان تلوث فكري واضرار بالذات ودمار للنفسيه ،وتمسك بالمحبوب وانتظار حنانه ورحمته..ذل وعبودية،
الحل بيدك وحدك: ليس خارجا عن ارادتها وهو انواع كثيرة جدا أهمها الاشباع النفسي بما هو صحيح و بالسلوكيات الفعاله.
القلب انما خلق لحب الله وحده لا شريك له، ففيه فراغ فطري لا يمكن أن يشبعه شئ أو شخص و لا يملأه نشاط أو عمل …لا يملأه إلا حب الله والتفرغ لعبادته.
والوقوف بذل عند بابه ،وطلب رضاه ،وإذ أشبع بغاية الحب وغاية الذل ، اتزنت نفسه و هدأت ولم يكن بداخله هوس البحث عن المتعه والدوران وراءها ،فهذا هو معنى العبودية الحقة التي خلق الإنسان ليحققها،ومن لا يشبع من كلام الله ويقرأه ويتدبره ويفسره ، فلن يشبعه كلام البشر مهما كان وبلغ.
سأكمل الحديث عن الإدمان العاطفي من جوانب أخرى مثل ادمان الأكل ،ادمان النت ،ادمان السوشيال ميديا
اللهم أنت الخبير البصير ، تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، بصرنا بحالنا ، ولم شعثنا واعزم على الرشد أمرنا.