يداً بيد معكِ نحو ما يطمح إليه قلبكِ

ليس لطعمها مثيل

حدثتني إحدى عميلاتي بقصتها وانتقال حالها من الفقر والقله الى الخير العظيم …قصه تبين فضل الله على عباده , وإكرامه لمن يكرم إخوانه

قالت :

كنت أعيش في أسرة مفككه ,أعاني من شدة الحياة و كان راتبي لا يكفيني لشراء مستلزماتي حيث أني كنت انفق أكثره على أسرتي , وكنت اتمنى من الله ان يفرج كربي , وظننت الزواج هو وسيلتي الأكيده لذلك .. فلطالما دعوت ربي أن يرزقني بزوج صالح أنتقل معه الى حياة اخرى غير تلك التي أعيشها مع أسرتي . اعيش عيشه موسره و أذوق طعم الراحه .

السنوات تمضي وعمري يكبر و ظروفنا الأسرية لا تشجع الشباب الراغبين بالزواج للتقدم لي , و كان الخطاب يجيئون ويذهبون بلا عوده .

حتى جاءني خاطب من أسرة موسرة الحال ذات سمعه جيده , فرحت كثيرا به , و تمنيت أن أبذل جهدي ليتم الزواج منه .. لكن كيف ؟ بيتنا يوحي بقلة ذات اليد …و شكلي وملابسي أيضا , نظرت الى حسابي البنكي و إذا به مبلغ بسيط .. دارت بي الأفكار …. المبلغ بسيط لا يكفي حتما لشراء ملابس جديده , هل استعمله لشراء حلويات راقيه للضيافه ؟ أم أزين به وجهي وشعري في الصالون ؟ بقيت وقتا أقلب أفكاري و لا استطيع ان احدد طريقه تجعلني جذابه في عين الخاطب وأهله بهذا المبلغ البسيط , قررت أن أشتري يه حلويات و أزين شعري في صالون هذا ما يكفي له مالي .

و بينما كنت انسج في خيالي عالما من احلامي طرق باب منزلنا , واذا جارتنا البعيده تقف بألم و انكسار قالت لي : يا بنتي ان زوجي يحتضر بالمستشفى و اهلي جاءو ليأخذوني عندهم لأسافر الى بلدي, ويعلم الله اني لا أملك ما أطعم به أبناءي , ولو يعلم احد من اهلي بوقفتي هنا لشد عليه ذلك , لكنها الحاجه يا أختي تضيق على الإنسان حتى يفعل ما لا يريد .

قلت لها : يا خاله لا أستطيع ان اقدم لك شيئا , ربي يرفع عنك هذا البلاء .. أنا …. وجاء صوت أمي من داخل المنزل : ربي يفرج عنك .. لا نملك ما نقدمه لك .

شكرتنا و مضت في طريقها الى المنزل وأشعة الشمس الحاره تضرب فوق رأسها , فرحمت منظرها واضطرارها للطلب من الآخرين و قلت في نفسي ليتني أملك ما اساعدها به هذه المرأه الكريمه التي اضطرتها الحاجه الى اللجوء إلينا… تذكرت المبلغ البسيط الذي حرت في صرفه على الخطبه , خطر في بالي أنها أحوج مني , فناديتها و طلبت منها الانتظار قليلا … لما عرفت أمي ما هممت بفعله صرخت في وجهي : هل جننت ؟ كيف تعطينها ما لا تملكين غيره وانت في هذه الضائقه؟ لم أرد على أمي , انطلقت احضر المال و اضعه في يد المحتاجه .

عندما وضعته بيده لمعت عينها من الفرحه و قالت : كما وسعتي لي با بنتي أسأل الله أن يوسع لك مع زوج لا ترين معه ضيقا أبدا .

انشرح صدري لدعاءها و شعرت بهدوء و سكينه  في نفسي شقها صراخ أمي : أعطيتيها كل ما تملكين ! اجننت ؟ أهبلت ؟ ماذا ستفعلين ؟ كيف سنتصرف تجاه خطبتك ؟ وانت لا تحسنين التجمل و التزيين ولا نملك ما نضيف به الضيوف الخاطبين ؟

لم أرد على أمي , صمت و اخذت افكر كيف سأدبر أمري , اتجهت للمطبخ طلبت من الخادمه ان تعد لنا طبقا من الفطائر للضيافه و اتجهت الى غرفتي اختار شيئا من ملابسي القديمه , لأجهزه للقاء الموعود .

و في المساء جاءت لأمي مكالمه هاتفيه … رأيت وجهها يتغير , وسمعتها تقول : خير ان شاء الله ربي يكتب له و لها خيرا و يعوضهم .

فهمت من المكالمه أن الخاطب راح قبل أن يجئ , شعرت بالألم و الضيق واتجهت الى غرفتي , أمسكت سماعة الهاتف و اخذت اكلم صاحبتي و ابثها حزني وشكواي في ذهاب الأمل الذي تعلقت به.. وهي تهدئني وتأملي بما عند الله من خير , وأنا لا أجيبها إلا بالبكاء و النشيج .

و بعد ساعات قليله جاءني خاطب جديد …

مليونير من عائلة ذات حسب ونسب و ثراء فاحش , فرحت به كثيرا فأنا أعرفه جيدا فقد طلبني للزواج منذ أكثر من عام و لكن الأمر قد انقطع قبل أن يبدأ , لأسباب غير واضحه , بعد عدة مكالمات هاتفيه حصلت بيننا .

و غصت مره أخرى في أفكاري … كيف سأستعد للقاءه ولقاء أهله وأنا لا أملك ما أتزين به ؟

و بعد قليل جاءتني رساله منه على هاتفي الجوال ( سأبعث لك مع السائق مبلغا لترتبي به أمرك , و تتزيني أمام أهلي) تسارعت دقات قلبي و صرت بين رغبه في الرفض و فرحه بعطاءه .. ما اسرع فرج ربي .. حمدت ربي كثيرا على عطاءه و اكرامه , بسرعه لم اتوقعها .

عندما جاءني سائقه الخاص سلمني شيكا أثار دهشتي , حاولت أن أقرأ الرقم المسجل به لكن الدهشه أصابتني بإرتباك , جعلني أكرر القراءه مرات عديده .. خمسة عشر الف دينارا كويتيا .. لا أصدق نفسي !

تذكرت صورة المرأة المحتاجه وهي ترفع يدها الى السماء و تدعو لي إقشعر بدني , شعرت بمعنى إسم الله الواسع … عرفت معنى الفرج بعد الشده . و لم يقف فضل ربي علي إلى هذا الحد … بل زادني ربي من فضله حيث كان مهري كبيرا مضاعفا لا أعرف من هلي او صديقاتي من حصلت على مثله , و طلب مني ألا أجهز من مهري شيئا ! و ان ابعث بكل فواتيري اليه ! عطاء كبير لم أعتد عليه , دخلت الى محلات الماركات العالميه التي كنت لا اتجرء على دخولها , و محلات المجوهرات التي كنت أسمع بها ولا أدل لها طريقا , وصرت أتسوق بسعاده لم أعهدها من قبل , و كان يتابعني بالهاتف و يصر علي  بإرسال فواتير مشترياتي إليه  .

و تم زواجنا على خير و بركه , ومضت بنا السنوات وأنا أتقلب في الخير والثراء , وزادني الله كرما و فضلا و رزقني منه ب4 أطفال ,  أعيش معه الآن عيشه تتسم بالوفره والسعه الماليه , و لا تزال صورة جارتنا المحتاجه مطبوعه في ذهني , كل ما أتمناه , أن أراها ثانية , لقد كان دعاءها الصادق سببا في تغير حالي الى أفضل حال , ولا يزال طعم تلك الصدقه في نفسي ليس له مثيل .

3 Responses

  1. بصراااااااااحة هذي احلى و اروع قصه و انا شخصيا سمعتها من عمتي الحبيبة و اهي تقولها لنا كنت في هذاك اليوم رايحة الزوارة و اول ما سمعتها عجبتني و على طول و رحت و قلتها حق بنات خالتي لان كانت احداثها وايد حلوووه و تبين شلون الانسان يصبر و ان الله مع الصابرين و الله سبحانه شلون يعطي كل واحد على قد نيته ،
    و هالقصه ذكرتني بسالفة صارت لي من جم يوم كنت يومها بالدوام و ما عندي الا اخر 15 دينار في بوكي قلت راح اخليهم مصرف ليما ينزل معاشي نفس اليوم مخلية جنطتي بالمكتب و مفتوحة و ما كان احد موجود و كنت بالغرفة الثانية مرت ساعات و صار الظهر اخر الدوام شي قال لي شوفي بوكج رحت افتحه و لا انصدم ان انباقت مني 10 دنانير 🙁 تضايقت بس قلت الله كريم الله راح يعوضني ان شاء الله خير و قلت بيني و بين نفسي يمكن اللي باقهم محتاج او شي و ان شاء الله تكون صدقة مني له رديت البيت و صار الليل و نمت قعدت الساعه 3 الفير ولا دازين مبروك المنحة ما صدقتهم فتحت التلفزيون سبحان الله او ما بطلته ولا على طول طلعت لي الاخبار و لا المذيع ياكد خبر المنحة و عقبها انتابني شعور الفرح و قلت الحمد لله على كل حال و كانت قصه حلوه …..
    و يعطيكم العافيه و ناسف على الازعاج…….

اترك تعليقاً